مقالات

السودان: الباقر عبد القيوم يكتب: شكراً جميلاً للجيش الأبيض السعودي

همس الحروف
شكراً جميلاً للجيش الأبيض السعودي
✍️ الباقر عبد القيوم على

((همس الحروف) .. شكراً جميلاً للجيش الأبيض السعودي)

نعمة البصر أو الإدراك الحسي للضوء المرئي هي من أعظم النعم التي أنعم بها الله على مخلوقاته المبصرة و خصوصاً الإنسان ، فهل يستطيع أحدكم أن يتخيل أنه لا يبصر ؟ ، نجد في كثير من الأحيان حينما نسأل أحدنا عن حاله ، يجاوبنا بعبارة فاترة و يقول الحمد لله على كل حال أو الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، و ذلك الفتور في الرد يرجع إلى عدم إستشعار معظمنا لقيمة هذه النعم ، حيث أننا تعودنا على وجودها من حولنا بدون كدٍ أو عناء يذكر ، و قد لا نحس بكثير منها وذلك لإعتقاد بعضنا بأن مظاهر النعمة تكمن في المال فقط ، ولهذا وددت أن أحكي لكم قصة قصيرة نتعرف من خلالها على قيمة أحدى هذه النعم التي نتلقفها دون أن نضع لها سقفاّ مادياً ، و لأننا نجدها في كل مكان من حولنا و لا نحس بقيمتها إلا بعد فقدانها ، فحينما داهمت الكرونا اللعينة دارنا حمانا الله و إياكم منها ، و أصبح الأكسجين الصناعي ضرورة قصوى لإستمرار حياة مريضنا حينها عرفنا عظم هذه النعمة التي كانت في عداد النكرة ، فهل إستشعر أحدكم قيمةالأكسجين الطبيعي المادية و نحن قد لا نحسب له قيمة لطالما العافية ما زالت تدب في أبداننا ، ولهذا أرجو منكم أن تأخذوا نفساً عميقاّ مجانياّ و بدون قيمة مالية ، حيث هذا النفس العميق أيضاً لا يكلفكم جهد كبيراً على الإطلاق ، و لكني أجد من الصعوبة بمكان في وصف معاناتنا التي بذلناها من أجل توفير الأكسجين الصناعي لمريضنا حيث كانت تكلفتة لليوم الواحد تفوق ال 15000 جنيه سوداني حتى يتستطيع مصابنا من إستمراره حياً يتنفس ، و حيث هذا المبلغ للهواء فقط دون العلاجات الأخرى التي يصعب توفيرها إذا توفر لدينا المال الكافي لشرائها ، و لهذا يجب علينا أن نستشعر عظم النعم التي تحيط بنا ولا نضع لها قيمة و كما يجب أن نحمد الله كثيراً لكوننا معافين ونتنفس الصعداء دون أن ندفع جنيهاً واحداً و كذلك يجب أن نحمد الله على نعمة الإبصار التي لا تكلفنا شيئاً خلاف الإلتفات الى الجسم الذي نريد أن نراه ، و هذه النعمة يمكن أن تزول أو نفقدها لأسباب فيزيولوجية أو عصبية ، فقد أن يختل البصر تدريجياًّ و قد يصل بالإهمال و المضاعفات الى غياب كامل للإدراك الحسي للضوء المرئي و الذي يعرف طبياً ب NLP ، وهو اختصار لعدم الإدراك الحسي للضوء و يسمى بالعمى حمانا الله وإياكم منه .

حيث ما زال جسر الرحمة الجوي الذي يربط بين مملكة الخير و السودان مستمراً و يأتي ذلك فى إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة من أجل تأكيد حرص خادم الحرمين الشريفين و شعب المملكة على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في كل ظروفه الإستثنائية التي يمر بها من أجل تحسين الظروف الإنسانية عند بعض الأسر المستهدفة بمثل هذه الوقفات الإنسانية و التي يتم تنفيذها عبر مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية الذي نفذ جملة من المشاريع الخيرية والقوافل الطبية التي شملت جميع ولايات السودان المختلفة .

الجيش الأبيض السعودي و عبر تاريخة الجميل في جميع وقفاته المشرفة مع الشعب السوداني ما زال يوفد و يرفد إلينا بباقة من أميز جنوده و بمشاركة مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية برئاسة الأستاذ الإنسان عبد العزيز الحناكي ذلك الرجل الإنسان و الذي يعتبر بحيرة من العطاء و الخير المتدفق و الذي يؤدي عمله بصمت شديد و بعيداً عن الأضواء يريد بذلك العطاء أن يلقى به الله ، و حيث كل هذا العمل يجري وفق مساعي جبارة يقوم بها سعادة سفير الإنسانية علي بن حسن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم الذي لا يكل ولا يمل من العمل الدؤوب و المتواصل ، وها هو شهر الخير والعطاء يقف خير شاهداّ على ذلك العمل الجبار ، ولقد كان شعلةً من النشاط و العمل الهادف ، و كل ذلك كان من أجل تخفيف المعاناة لدى مستحقيها من أفراد هذا الشعب السوداني ، و ها هم اليوم كما عودونا دائماً يشاركوننا بوفد طبي متخصص في أمراض العيون عبر مؤسسة البصر الخيرية التي أسهمت إسهامات جبارة في محاربة العمى وضعف النظر في السودان ، و ها هم اليوم يقيمون أربع مخيمات علاجية مجانية سوف تستمر لمدة شهر من الزمان و سوف تجري خلالها حوالي 1600 عملية مجانية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بجانب توزيع النظارات و بعض الأدوية و العلاجات في عدد من ولايات السودان المختلفة .

و نحن من هنا نرفع لهم القبعات بكل فخر و إعزار ، ونزجي إليهم أسمى آيات الشكر و العرفان و نخص بذلك أفراد فريق الجيش الأبيض السعودي الذين خرجوا من بلادهم تاركين خلفهم أسرهم و منازلهم ، وإقتصوا زمناً عزيزاً من أعمارهم للإسهام في محاربة أمراض العيون بالسودان و كما أخص بالشكر كذلك مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية و ذلك عبر رئيسه الأستاذ عبد العزيز الحناكي و جميع أركان حربه الميامين الذي ضربوا أروع و اجمل الوحات الإنسانية في ولايات السودان المخلتفة حيث دأبوا ينشرون وينثرون الخير على رؤوس المساكين ، و كذلك أخص بشكري الجزيل منظمة البصر الخيرية التي كانت وما زالت تشكل حائط السد المنيع ضد العمى وكل أمراض العيون ، و يأتي أخيراً عظيم شكري وإمتناني على باقة من و الورود والجمال لذلك الرجل المحارب و الجندي المجهول الذي سخر نفسه لخدمة كافة القضايا السودانية و الذي كان و ما زال يسعى فيها وإليها بإخلاص منقطع النظير و بفهم دبلوماسي عالي ، حيث نجده يعمل كالنحلة مع طاقمه الميمون في كل القضايا التي كانت ملحة ، فنجده رائباً للصدع و جامعاً للشمل و ناثراً للخير و لا ينتظر من أحد جزاءً أو شكوراً ، إنه ذلك الرجل الجميل ، الأمير ، الأديب و الأريب المبدع سعادة السفير على بن حسن جعفر أطال الله أعمارهم جميعاً في الخير و العطاء وجعلهم من الذين طال عمرهم وحسن عملهم إن شاء الله ،، اللهم آمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى