رئيسي

السودان: خفايا وأسرار زيارة الوفدين الإسرائيلي والأمريكي للخرطوم

تقرير: السودان الآن
كشفت مصادر سودانية وأميركية أن الوفد الإسرائيلي ناقش مع المسؤولين السودانيين الأوضاع في البلاد وقضايا أمنية تمثلت في الحد من التهديدات الإيرانية في المنطقة. وقال مصدر أميركي على علم بزيارة الوفد الاسرائيلي -الذي تزامن وصوله مع زيارة وفد أميركي- إن مباحثات الجانبين السوداني والإسرائيلي تناولت وضع السودان و”تجنيبه مخاطر وتهديدات الخلايا الإيرانية” في المنطقة، ومحاولات استغلال إيران للأوضاع في السودان للعودة والعمل على إعادة إيجاد موطئ قدم لها في مناطق كانت موجودة فيها سابقا بعد تهديدات للحوثيين بتوسيع عملياتهم بالبحر الأحمر. ويتطابق ذلك مع ما كتبه شمعون أران محرر الشؤون العسكرية بالإذاعة الإسرائيلية على تويتر، عن زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي للسودان، مؤكدا أن إسرائيل تأمل في تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية مع السودان “ولكن يبدو أن الأمور لا تتقدم إلى الأمام. نأمل أن يتحقق ذلك قريباً”.
وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن زيارة الوفدين الأميركي الإسرائيلي بحثت إيجاد خروج آمن لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لكن عسكريا رفيعا بالقصر الجمهوري نفى ذلك بشكل مطلق، وقال هذا ليس محور نقاش ولن يكون مع كائن من كان” مشددا على أن السلطة لا تسلم إلا عبر الانتخابات وهذا أمر محسوم لدى الجيش. يشار إلى أن زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم تزامنت مع وجود وفد أميركي برئاسة “مولي في” مساعد وزير الخارجية والتي وصلت الخرطوم وعقدت لقاءات مع تجمع المهنيين وعدد من القوى السياسية، كما التقت مع الفريق البرهان وأعضاء من المكون العسكري، إلى جانب عضو مجلس السيادة رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس. ونفي المصدر الأميركي عقد لقاء ثلاثي جمعه والوفد الإسرائيلي مع مسؤولين عسكريين سودانيين بالخرطوم، قائلا “ما أعلمه” لم يكن هناك لقاء مع الوفد الأميركي بشكل رسمي لكن الإسرائيليين كانوا على علم بالمناقشات.
من جانبه شكك الخبير والمحلل السياسي عثمان علي نصر في نوايا الزيارة المتكاملة، ويقطع بأن الولايات لم يعرف عنها طول عمرها قيادتها لأي عمل إنساني أو غيره من الأعمال ذات البعد الانساني ما لم يكن لديها مصلحة تعزز تحركاتها التي تقوم بها، ويضيف نصر هناك تنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والوفد الاسرائيلي، ويرى أن جميع الدول الغربية على راسها امريكا دائما ما تصطاد في الماء العكر وتسعى دوما لتحقيق مصالحها ويضيف نصر أن هذه الدول تعلم أن التوقيت غير مناسب لمثل هذه الزيارات والسودان يعيش حالة احتقان ، ولكنهم قصدوا ذلك لتحقيق أهدافهم في خضم هذه الأجواء المشحونة. ويراهن نصر على أن الوفدين مجتمعين التقيا الحكومة السودان وكان الجند الأول هو تمرير عملية التطبيع بين السودان وإسرائيل من واقع أن التوقيت الأنسب والشارع السوداني منشغل بالصراع على كراسي السلطة. ويضيف نصر يجب ان يكون التنسيق بين امريكا وإسرائيل للالتقاء في الخرطوم ليست من أجل السودان، بل من أجل تحقيق اهدافهم. وتسعى الولايات المتحدة جاهدة لاكمال ملف التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب باعتبارها واحدة من فروض الطاعة والولاء الواجب على واشنطن فعلها.
وكان البرهان سجل في وقت سابق زيارة إلى إسرائيل بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وجدت وقتها استهجانا من قبل قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة، التى ترى أنه ليس من سلطة الحكومة الانتقالية النظر في مثل هذه الملفات وانها في الأصل سلطة لرئيس الوزراء ولا يجدر بالبرهان المبادرة بمثل هذه الصفقات لكن البرهان فاجاهم وأوضح لهم بجلاء أن هناك تنسيق بينه ورئيس الوزراء وقتها د. عبد الله حمدوك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى