دولي

السودان: مليونية جديدة .. ماذا يريد الشباب؟

تقرير: السودان الآن
مليونية جديدة أعلن عنها الثوار الخميس المقبل، قبل أن تنطفئ نيران مليونية (٢٥) ديسمبر، ليحل السؤال المنطقي ما المغزى من هذه التظاهرات، وماذا حققت سلسلة المواكب حتى الآن، وهل الخراب والدمار للمرافق العامة وتعطيل دولاب العمل، هو الغاية؟ ولماذا غابت السلمية التي إقتلعت البشير من السلطة؟ وما السبيل لوقف نزيف التظاهرات والتوصل إلى نقاط إلتقاء وتراضي وطني؟.
ويقول السياسي المستقل أبشر محمد الحسن رفاي أن واقع التظاهرات التي تخرج بين الحين والآخر لن تتوقف ما لم يتم وضع الأصبع على الجرح. ويرى أن ذلك ممكناً إذا ما كانت هناك إرادة سياسية من الحكومة. ويضيف رفاي بأن هناك إختلاف بين وواضح بين تلك التظاهرات التى إقتلعت البشير والتظاهرات التى تخرج في الآونة الأخيرة، ويشير إلى أن منح صفة السلمية للتظاهرات الحالية فيه مجافاة للواقع، لأنها تحمل أشكالاً من العنف المناقض للسلمية مثل العنف اللفظي والجسدي وعنف الكراهية، مشيراً إلى أن ذلك بات واضحاً في كل المليونيات التي خرجت في الآونة الأخيرة.
ويقطع رفاي بالقول بأن السلمية باتت مفردة خجولة تطلق للمداهنة السياسية لأن الواقع مختلف. ويشير رفاي إلى حالة العنف الثوري في مواجهة الشرطة.
ونبه رفاي إلى أن المجموعات التي تخرج تحتاج لتحليل لتحقيق التراضي الوطني مبيناً أن المجموعات التي تشارك في التظاهرات قبل إسقاط البشير ومن واقع تحليله هي مجموعات: (القضية، الشرعية، الموقف السياسي، والعدائيات الحزبية والأيدولوحية، الحقوق الطبيعية والطليعية، علاوة غل مجموعة تعكير المياه والاصطياد فيها)، مبيناً أن كل هذه المجموعات إتفقت على إسقاط نظام البشير، لكنهم إنقلبوا على بعض بعد أن تحققت الغاية.
وفي السياق يتفق الناشط المجتمعي أمير سليمان على إمكانية تحقيق التراضي الوطني وإتفاق كل الشرائح والمجموعات، ويشير إلى أن التظاهرات بشكلها الراهن لن تخدم شيئاً نظراً إلى عدم إتباعها مبدأ السلمية التي تفتح المجال للحل إما بأن ينظر الحاكم للمطالب بموضوعية أو أن يتدخل طرف ثالث ويخلص كل هذه المجموعات الرافضة للواقع الراهن، ويضيف أن حالة العنف الموجه للنظاميين ومحاولة شيطنتهم سيعمل على إطالة أمد الواقع الذي يخرجون من أجله.
ويرى أبشر رفاي أن من يحرك الشارع الآن هم الشباب الحزبي وهم الذين يتبنون المشهد المنتمي للمواقف الأيدلوجية مشيراً إلى أن هناك شباب طليعي يشاركهم ولا يرى أن هناك قوى سياسية تسوقه لأهدافها، وينصح رفاي بأن تحليل المجموعات هذه هو المخرج بغية التعامل معها وحينها سيقف نزيف التظاهرات المستمرة.
وفي السياق يرى مراقبون أن ما ينادي به الثوار بمدنية الدولة وإطلاق الحريات أكد عليه إتفاق (البرهان حمدوك) وهو الضامن للإنتقال الديمقراطي عبر الإنتخابات وكذلك السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى